وفاة مارسيل بنسيمون.. العرائشية التي هَجًّرت الآلاف من اليهود المغاربة إلى إسرائيل وأصبحت "السيدة الأولى" في جبل طارق

نعى رئيس وزراء جبل طارق، فابيان بيكاردو، الناشطة المدنية المغربية مارسيل بنسيمون، زوجة جوشوا حسن، أول رئيس وزراء للإقليم ذاتي الحكم الخاضع للتاج البريطاني، والتي توفيت أمس الأحد عن عمر يناهز 87 عاما، بعدما لعبت دورا محوريا في هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل في ستينات القرن الماضي ثم تحولت إلى واحدة من أبرز الوجوه النسائية ذات التأثير الاجتماعي والسياسي.

وقال بيكاردو في تعزية إلى أسرة الراحلة وسكان جبل طارق، إن بنسيمون، "كانت من الشخصيات البارزة في مجتمعنا وسنفتقدها كثيرا، لقد كانت زوجة السير جوشوا حسن، ولذلك ظلت جزءا بارزا من الحياة العامة في جبل طارق طيلة السنوات التي كان فيها رئيسا للوزراء"، وأضاف "أُعربُ عن أعمق تعازي مجتمعنا بالكامل لابنتَي الراحلة اللتين اعتنتا بها وهي في سن متقدم وإلى آخر أيامها".

وظلت بنسيمون تملك تأثيرا معنويا واضحا في جبل طارق بَرز بشكل كبير على المستوى الاجتماعي، حتى بعد وفاة زوجها سنة 1997، كما أنها كانت من أبرز الشخصيات التي صنعت ارتباطا وثيقا بين الإقليم البريطاني وإسرائيل، لدرجة أن ابنتها، فلور حسن ناحوم، انتقلت للعيش هناك ونالت الجنسية الإسرائيلية، ثم انخرطت في العمل السياسي لتصبح عضوا في مجلس مدينة القدس ثم نائبة لرئيس البلدية.

وولدت بنسيمون في مدينة العرائش سنة 1935 وقضت هناك طفولتها وجزءا من شبابها، قبل أن تصل إلى جبل طارق باعتبارها ممرضة، لكنها عمليا كانت جزءا من شبكات تهجير اليهود إلى إسرائيل، لتصبح مديرة لمعسكر للعبور خاص باليهود المغاربة، ومكَّنت الآلاف منهم على الوصول إلى "الدولة الجديدة" التي أقيمت على أراضي فلسطين التاريخية.

وخلال تلك الفترة، قابلت مارسيل أبرزَ الوجوه السياسية في جبل طارق، وهو جوشوا حسن، الذي كان أول رئيس للوزراء في جبل طارق، وأحد أبرز النشطاء الذي عملوا على صياغة دستور للإقليم وإنشاء مؤسسات الحكم الذاتي التي حولته إلى "دويلة صغيرة"، وفي 1969، السنة التي انتهت فيها ولايته الأولى تزوجها مباشرة بعد طلاقه من زوجته الإسبانية دانييلا سالاثار، على الرغم من أنه يكبرها بـ20 عاما.

وقال حسن إنه كان معجبا بإنسانية مارسيل وإن الأمر بدأ كصداقة توطدت لتتحول إلى علاقة عاطفية، وكانت هي بدورها أبرز داعميه ليتمكن من العودة إلى منصب رئيس الوزراء، وهو ما جرى بالفعل سنة 1972 حيث ظل هناك لـ15 عاما بعدما فاز في الانتخابات مرتين أخريين، ليكون صاحب أطول فترة على رأس حكومة جبل طارق بما مجموعه 20 عاما.